سورة الأعراف - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


قوله عز وجل: {أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: هو عذاب الله الذي أعده لمن أشرك، قاله الحسن، والسدي.
والثاني: ما سبق لهم من الشقاء والسعادة، قاله ابن عباس.
والثالث: نصيب من كتابهم الذي كتبنا لهم أو عليهم بأعمالهم التي عملوها في الدنيا من خير أو شر، قاله قتادة.
والرابع: نصيبهم مما كتب لهم من العمر والرزق والعمل، قاله الربيع بن أنس، وابن زيد.
والخامس: نصيبهم مما وعدوا في الكتاب من خير أو شر، قاله الضحاك.
{حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم} في توفي الرسل هنا قولان:
أحدهما: أنها وفاة الموت في الدنيا التي توبخهم عندها الملائكة.
والثاني: أنها وفاة الحشر إلى النار يوم القيامة، قاله الحسن.


قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جِمِيعاً} يعني في النار أدرك بعضهم بعضاً حتى استكملوا فيها.
{قَالَتْ أُخْرَاهُمُ لأُولاَهُمْ} يعني الأتباع للقادة لأنهم بالاتباع لهم متأخرون عنهم، وكذلك في دخول النار تقدم القادة على الأتباع.
{رَبَّنَا هَؤُّلآءِ أَضَلُّونَا فئَاتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ} يريد بأحد الضعفين عذابهم على الكفر، وبالآخر عذابهم على الإغواء.
ويحتمل هذا القول من الأتباع وجهين:
أحدهما: تخفيف العذاب عنهم.
والثاني: الانتقام من القادة بمضاعفة العذاب عليهم.
فأجابهم الله قال: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ} يعني أنه وإن كان للقادة ضعف العذاب، لأن أحدهما بالكفر، والآخر بالإغواء، فلكم أيها الأتباع ضعف العذاب، وهذا قول الجمهور، وإن ضعف الشيء زيادة مثله.
وفيه وجه ثان: قاله مجاهد: أن الضعف من أسماء العذاب.


قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بئَايَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ} فيه خمسة أقاويل:
أحدها: أي لا تفتح لأرواحهم لأنها تفتح لروح الكافر وتفتح لروح المؤمن، قاله ابن عباس، والسدي.
والثاني: لا تفتح لدعائهم، قاله الحسن.
والثالث: لا تفتح لأعمالهم، قاله مجاهد، وإبراهيم.
والرابع: لا تفتح لهم أبواب السماء لدخول الجنة لأن الجنة في السماء، وهذا قول بعض المتاخرين.
والخامس: لا تفتح لهم أبواب السماء لنزول الرحمة عليهم، قاله ابن بحر.
{وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يِلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} فيه قولان:
أحدهما: سم الخياط: ثقب الإبرة، قاله ابن عباس، الحسن، ومجاهد، وعكرمة، والسدي.
والثاني: أن سم الخياط هو السم القاتل الداخل في مسام الجسد أي ثقبه.
وفي {الْجَمَلِ} قراءتان:
إحداهما: وعليها الجمهور، الجَمَل بفتح الجيم وتخفيف الميم وهو ذو القوائم الأربع.
والثانية الجُمَّل بضم الجيم وتشديد الميم وهو القلس الغليظ، وهذه قراءة سعيد بن جبير، وإحدى قراءتي ابن عباس، وكان ابن عباس يتأول أنه حبل السفينة.
ومعنى الكلام أنهم لا يدخلون الجنة أبداً كما لا يدخل الجمل في سم الخياط أبداً، وضرب المثل بهذا أبلغ في إياسهم من إرسال الكلام وإطلاقه في النفي، والعرب تضرب هذا للمبالغة، قال الشاعر:
إذا شاب الغراب أتيت أهلي *** وعاد القار كاللبن الحليب
قوله عز وجل: {لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ} قال الحسن: فراش من نار، والمهاد: الوِطَاء، ومنه أخذ مهد الصبي.
{وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} فيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أنها اللحف.
والثاني: اللباس.
والثالث: الظلل، قاله الحسن.
والمراد بذلك أن النار من فوقهم ومن تحتهم، فعبر عما تحتهم بالمهاد، وعما فوقهم بالغواش.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10